هام .. ضرورة إستخدام الحكمة في الدعوة والرد على منكري الشدة مع أهل البدع

إستخدام الحكمة في الدعوة مطلب شرعي وواجب لابد منه حيث
يقول الله سبحانه وتعالى أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ..)
والحكمة هي وضع الامور في نصابها
لأن رسول الله موسى عليه السلام في المرة الاولى قال لفرعون قولا لينا ولكن في المرة الثانية قال له (وإني لأظنك يافرعون مثبورا) وهذا القول غاية في الشدة فهل يصح أن يقال عن نبي الله موسى عليه السلام أنه ماعنده حكمة ؟
مثال لذلك : رجل له ولدان ، فالولد الأول دائما مايعصي والده ولا يسمع كلامه إطلاقا إلا مع إستخدام الشدة وتكرار الأوامر عليه أما الولد الآخر يسمع كلام أبيه ويطيعه من أول مرة فمن الذي يستحق الشدة ومن الذي يستحق اللين ؟! فالصحيح أنك تستخدم مع صاحب اللين اللين ومع صاحب الشدة الشدة وأنت بذلك حكيم .
أحيانا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستخدم الشدة كما في قوله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر في شأن المشركين : "لو كان المطعم بن عدي حيا وكلمني في هؤلاء النتنى لأعطيت أياهم" فهذه شدة وكذا في قوله تعالى : (إنما المشركون نجس) وفي قوله صلى الله عليه وسلم : "من تعزى بعزاء الجاهلية فأعِضُّوه بهن أبيه ولا تكنوا"
قال الإمام الألباني عليه رحمة الله عن أصناف الناس الذين ينكرون الشدة مطلقا الذي ينكر الشدة إما إخونجي وإما جاهل لما سئل قيل له لماذا شددت على البوطي فقال : صاحب هذا السؤال إما إخونجي من جماعة الإخوان المسلمين وإما جاهل ، لأن هذان الصنفان هما الذَيْنِ ينكران الشدة على أهل البدع والسلف كانوا يزكون الرجل فيقولون : فلان كان شديدا على أهل البدع
وواقع الناس اليوم الذين ينكرون الشدة مطلقا مع أهل البدع هم ذاتهم تجدهم شديدين على أهل السنة مثلا تجدهم ينعتون أهل السنة بألفاظ نابية ومنفرة تجده يقول : أنتم عصبجية ورسلانية وجامية ومداخلة وعلماء سلطان ..الخ وغيرها من ألفاظ الجرح التي ليست بشيء فتجده مع باطلة المحض يبيح ذلك لنفسه بأن يطلق تلك الألفاظ دون مراعاة منه للعدل والإنصاف الذي يدعيه ثم يتصدى لأهل السنة حينما يستخدمون الحكمة في محلها الصحيح وهم أهل العدل والإنصاف فمالكم كيف تحكمون ؟!
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيميه عليه رحمة الله عن أهل السنة هم خير الناس للناس لذلك تجد أهل السنة بشدتهم على أهل البدع هم ينقذون الأمة والعامة من شرهم وباطلهم وطيشهم وسفههم فيحصل بذلك النفع للأمة الإسلامية والسلامة منهم