النهي عن مجالسة أهل البدع من أصول أهل السنة
● قال الله تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا [ النساء ١٤٠ ] قال ابن جرير الطبري : وفي هذه الآية الدلالة الواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع من المبتدعة والفسقة عند خوضهم في باطلهم .
● (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [ الأنعام ٦٨ ] (حتى يخوضوا في حديث غيره) قال السعدي المراد الخوض في آيات الله التكلم بما يخالف الحق من تحسين المقالات الباطلة ومدح أهلها والإعراض عن الحق والقدح فيه وفي أهله فأمر الله رسوله أصلا وأمته تبعا إذا رأوا من يخوضوا بآيات الله بشيء مما ذكر بالإعراض عنهم وعدم حضور مجالس الخائضين بالباطل والإستمرار على ذلك حتى يكون البحث والخوض في كلام غيره فإذا كان في كلام غيره زال النهي المذكور فإن كان مصلحة كان مأمورا به وإن كان غيرَ ذلك كان غيرَ مفيدٍ ولا مأمورا به وفي ذم الخوض بالباطل حثُ على البحث والنظر والمناظرة ..اللخ ..(فلا تقعد بعد الذكري مع القوم الظالمين) يشمل الخائضين بالباطل وكل متكلم بمحمرم أو فاعل لمحرم فانه يحرمُ الجلوس والحضور عند حضور المنكر الذي لايقدر على إزالته ؛ قال القرطبي في ج8 صفحــ 418 ــة: روى شِبلُُ عن أبي نجيح عن مجاهد في قوله (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا) هم الذين يستهزئون بكتاب الله نهاه الله أن يجلس معهم إلا أن ينسى فإذا ذكر قام ثم قال هم الذين يقولون في القرآن غير الحق. المسألة الثانية في هذه الآية رد من كتاب الله على من زعم أن الأئمة هم حجج وأتباعهم لهم أن يخالطوا الفاسقين ويصوبواآرائهم تقية وذكر الطبري عن أبي جعفر محمد بن علي رضي الله عنه أنه قال لا تجالسوا أهل الخصومات فإنهم الذين يخوضون في آيات الله قال ابن العربي : وهذا دليل على أن مجالسة أهل المنكر لا تحل وقال ابن خويز منداد : من خاض في آيات الله هجر وتركت مجالسته مؤمنا كان أو كافرا . ولذلك منع أصحابنا الدخول إلى أرض العدو ودخول كنائسهم والبِيَع ومجالسة الكفار وأهل البدع وألا تُعتَقد مودتهم ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم . وقال بعض أهل البدع لأبي عمران النخعي : اسمع مني كلمة فأعرض عنه وقال ولا نصف كلمة ومثله عن أيوب وقال الفضيل بن عياض : من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله و أخرج نور الإسلام من قلبه ومن زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها ومن جلس مع مبتدع لم يعط الحكمة وإذا علم الله عز وجل من رجل مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وروى أبو عبدالله الحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وقر صاحب بدعةٍ فقد أعان على هدم الإسلام . فبطل بهذا كله قول من زعم أن مجالستهم جائزة إذا صانوا أسماعهم .
وقال الشوكاني : قوله (حتى يخوضوا في حديث غيره) في هذه الآية موعظة عظيمة لمن يتسمح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون كلام الله ويتلاعبون بكتابه وسنة رسوله ويردون ذلك إلى أهواءهم المضلة وبدعهم الفاسدة فإنه إذا لم ينكر عليهم ويغير ماهم فيه فأقل الأحوال أن يترك مجالستهم وذلك يسير عليه أقل يسير وقد يجعلون حضوره معهم مع تنزهه عما يتلبسون به شبهة يشبهون بها على العامة فيكون في حضوره مفسدة زائدة على مجرد سماع المنكر وقد شاهدنا من هذه المجالس الملعونة مالا يأتي عليه الحصر وقمنا في نصرة الحق ودفع الباطل بما قدرنا عليه وبلغت عليه طاقتنا ومن عرف هذه الشريعة المطهرة حق معرفتها علم أن مجالسة أهل البدع المضلة فيها من المفسدة أضعاف أضعاف مافي مجالسة من يعصي الله بفعل شيئ من المحرمات
● ودلت السنة على أن الرجل يتأثر مذهبه بجليسه وصاحبه فمن صاحب أهل السنة كان سنيا ومن صاحب أهل البدع كان مبتدعا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعن أَبي موسى الأَشعَرِيِّ : أَن النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: "إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً" (متفق عليه). وفي مسند أحمد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُر أَحَدُكُم مَنْ يُخَالِل». وفي الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المَرْءُ مَعَ مَن أحَبَّ».
في حديث عائشةـ رضي الله عنها –قالت: قال رسول)): الأرواح جنود مجنّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)). [البخاري (3336)]
● قال سفيان الثوري: (ليس شيء أبلغ في فساد رجل وصلاحه من صاحب). ومن أنكر هذا المعنى فقد كابر وخالف الشرع.
● قال ابن عون: (من يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع).
● قال سفيان الثوري: (من جالس صاحب بدعة لم يسلم من إحدى ثلاث: إما أن يكون فتنة لغيره وإما أن يقع في قلبه شيء فيزل به فيدخله الله النار وإما أن يقول: والله ما أبالي ما تكلموا وإني واثق بنفسي فمن أمن الله على دينه طرفة عين سلبه إياه).
قال ابن عباس رضي الله عنهما: (لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلب).
● وقال أيوب السختياني: (رآني سعيد بن جبير جلست إلى طلق بن حبيب فقال لي: ألم أرك جلست إلى طلق بن حبيب لا تجالسه فإنه مرجئ).
وقال أبو قلابة: (لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالهم أو يلبسوا عليكم ما تعرفون).
● وقال إبراهيم النخعي: (لا تجالسوا أصحاب الأهواء ولا تكلموهم فإني أخاف أن ترتد قلوبكم).
وقال عمرو بن قيس الملائي: (كان يقال: لا تصاحب صاحب زيغ فيزيغ قلبك).
● وعن أسماء بن عبيد قالت: (دخل رجلان من أصحاب الأهواء على ابن سيرين فقالا: يا أبا بكر: نحدثك بحديث؟ قال: لا قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله؟ قال: لا لتقومان عني أو لأقومن قال: فخرجا فقال بعض القوم: يا أبا بكر: وما كان عليك أن يقرآ عليك آية من كتاب الله تعالى؟! قال: إني خشيت أن يقرآ علي آية فيحرفانها فيقر ذلك في قلبك)
● وسئل العلامة ابن باز أيضا هل يجوز مجالسة أهل البدع في دروسهم ومشاركتهم ؟ فقال : لا يجوز مجالستهم ولا اتخاذهم أصحابا ويجب الإنكار عليهموتحذيرهم من البدع نسأل الله العافية [مجموع فتاوى بن باز ٢٨/ ٢٦٦]
● قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)): "ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."
● قال الحسن البصري رحمه الله : لا تجالس صاحب بدعة فإنه يُمرض قلبك [الإعتصام للشاطبي ١/ ١٧٢]
● قواعد متفق عليها عند السلف :
استنبطوها من كتاب الله لقوله تعالى (لعلمه الذين يستنبطونه منهم) لأن كل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف القاعدة الأولى : هي قول عبدالله بن المبارك رحمه الله تعالى : من خفيت علينا بدعته لم تخف علينا إلفته [رواه ابن بطة في كتابه الإبانة] وغيره رحمهم الله تعالى ومعنى الأثر لو اي إنسان لم تعرف له أي بدعة من البدع وخفيت عليك البدع التي يعملها بالليل أو النهار أو في الخفاء عنك فإنه لا يخفى عنك أبدا صحبة هذا الرجل إما أن يكون مصاحبا لأهل الخير فهو منهم أو أن يكون مصاحبا لأهل البدعة والشر فهو منهم ودليل هذه القاعدة من سنة النبي صلى الله عليه وسلم مارواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "الأرواح جنود مجندة ماتعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" ومن أدلتها أيضا مارواه البخاري : "مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير.." فنحن نحتاج لهذه القاعدة أكثر في هذا الزمن لإنتشار أهل البدع وتلونهم لأن الإمام مالك قال : لا يصلح آخر هذه الأمة ألا بما صلح به أولها ، وأولها هم السلف الصالح صلحوا بهذه القواعد لأن هذه القواعد أخذوها من القران والسنة متفق عليها قال سليمان بن داود : لا تحكموا على أحد شيئا حتى تنظروا من يخادن [رواه ابن بطة في الابانة] وحسن الألباني ورواه الترمزي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"[الشيخ مزمل فقيري حفظه الله]
● قال الإمام القحطاني عليه رحمة الله في القصيدة النونية :
لا يصحب البدعي إلا مثله
تحت الدخان تأجج النيران
● قال الشيخ الفوزان حفظه الله : تحرم زيارة المبتدع ومجالسته إلا على وجه النصيحة له والإنكار عليه لأن مخالطته تؤثر على مخالطه شرا وتنشر عداوته إلى غيره ويجب التحذير منهم ومن شرهم إذا لم يكن الأخذ على أيديهم ومنعهم من مزاولة البدع وإلا فإنه يجب على علماء المسلمين وولاة أمورهم منع البدع والأخذ على أيدي المبتدعة وردعهم عن شرهم لأن خطرهم على الإسلام شديد ثم أنه يجب أن يعلم أن دول الكفر تشجع المبتدعة على نشر بدعتهم وتساعدهم على ذلك بشتى الطرق لأن في ذلك القضاء على الإسلام وتشويه صورته [كتاب التوحيد للفوزان - مايعامل به المبتدعة]
● قال الحسن البصري عليه رحمة الله : لا تجالس صاحب بدعة فإنه يمرض قلبك [الإعتصام للشاطبي ١٧٢/١]
● قال الفضيل بن عياض: "أحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد، آكل عند اليهودي والنصراني أحب إلي من صاحب بدعة" [اللألكائي ٢/ ٦٣٨]
● قال الإمام البربهاري: "إذا رأيت الرجل جالسا مع رجل من أهل الأهواء فحذره وعرفه، فإن جلس معه بعد ما علم فاتقه فإنه صاحب هوى" [شرح السنة ص ١٢١]
● قال بشر: "كان زائدة يجلس في المسجد يحذر الناس من ابن حي وأصحابه"
● قال الذهبي في ابن حي: "مع جلالته وإمامته كانت فيه خارجية" [التذكرة ١/ ٢١٦]
● دخل الثوري المسجد فإذا الحسن بن حي يصلي، فقال: "نعوذ بالله من خشوع النفاق، وأخذ نعليه وتحول" [التهذيب ٢/ ٢٤٩]
● قال صالح بن أحمد: جاء الحزامي إلى أبي وقد كان ذهب إلى ابن أبي دؤاد، فلما خرج إليه ورآه أغلق الباب في وجهه ودخل [مناقب أحمد لابن الجوزي ص٢٥٠]
● قال الإمام أحمد: "إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام؛ فإنه كان شديدا على المبتدعة"!
● قال البيهقي عن الشافعي: وكان شديدا على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهرا ببغضهم وهجرهم [المناقب ١/ ٤٦٩]
● قال الأوزاعي: "من ستر عنا بدعته لم تخف علينا ألفته"
● وقال ابن المبارك: "من خفيت علينا بدعته لم تخف علينا ألفته"
● قال ابن عباس رضي الله عنهما : لا تجالسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب [أخرجه الآجري في الشريعة ج١/ صفحة٤٥٣]
● قال ابن الجوزاء : لئن يجاورني القردة والخنازير في دار أحب إلي من أن يجاورني رجل من أهل الأهواء [أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى ج١ / صفحة ٤٧٦]
● أهل البدع ما ينبغي لأحد أن يجالسهم ولا يخالطهم ولا يأنس بهم. [الإبانة (2/ 475)]
وجاء الإمامَ أحمد رجلٌ، فقال: أنا من أهل الموصل، والغالب على أهل بلدنا الجهمية، وفيهم أهل سنة نفر يسير يحبونك، وقد وقعت مسألة الكرابيسي. قال الإمام أحمد: "إياك إياك وهذا الكرابيسي، لا تكلمه، ولا تكلم من يكلمه" أربع مرات، أو خمس مرات. [تاريخ بغداد (8/ 65)]
●وقال مفضل بن مهلهل: لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته حذرته وفررت منه، ولكنه يحدثك بأحاديث السنّة في بدو مجلسه ثم يدخل عليك بدعته فلعلها تلزم قلبك فمتى تخرج من قلبك. [الإبانة (2/ 444)]
● قال الإمام ابن بطة العكبري: ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئاً مما ذكرناه [أي: من البدع]، وهجرانه، والمقت له، وهجران من والاه، ونصره، وذب عنه، وصاحبه، وإن كان الفاعل لذلك يظهر السنّة. [والإبانة (ص 282)] رحم الله الإمام ابن بطة، فعن علم تكلم، وبحكمة نطق، فبعد أن بين أن هجر أهل الأهواء والبدع ومقتهم من أصول السنة، نبّه على أن من ناصر أهل البدع ووالاهم وذب عنهم، وصاحبهم، وإن كان يظهر السلفيّة، فإنه يلحق بهم، ويأخذ حكمهم، ويعامل معاملتهم في الهجر وغيره.
● قال ابن مسعود رضي الله عنه:إنما يماشي الرجل، ويصاحب من يحبه ومن هو مثله. [الإبانة (2/ 476)]
● وقال الأوزاعي: من ستر علينا بدعته لم تَخْفَ علينا أُلفته " [الإبانة (2/ 479]
● وعن عقبة بن علقمة قال: " كنت عند أرطاة بن المنذر فقال بعض أهل المجلس: ما تقولون في الرجل يجالس أهل السنّة ويخالطهم، فإذا ذكر أهل البدع قال: دعونا من ذكرهم لا تذكروهم، قال أرطأة: هو منهم لا يلبّس عليكم أمره، قال: فأنكرت ذلك من قول أرطاة قال: فقدمت على الأوزاعي، وكان كشّافاً لهذه الأشياء إذا بلغته، فقال: صدق أرطأة والقول ما قال؛ هذا يَنهى عن ذكرهم، ومتى يحذروا إذا لم يُشد بذكرهم " [تاريخ دمشق (8/ 15)]
● وقال محمد بن عبيد الغلابي:" يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة" [الإبانة (2/ 479]
● وقال أحمد: إذا سلّم الرجل على المبتدع فهو يحبه. [طبقات الحنابلة (1/ 196)]
● قال الأعمش: كانوا لا يسألون عن الرجل بعد ثلاث: ممشاه ومدخله وألفه من الناس. [الإبانة (2/ 476)]
● وقدم موسى بن عقبة الصوري بغداد، فذُكِر للإمام أحمد بن حنبل فقال: أنظروا على من ينزل وإلى من يأوي. [الإبانة (2/ 479)]
● وقال أبو داود السجستاني: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهل البيت مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟ قال: لا، أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه". (1) [طبقات الحنابلة (1/ 160)]
● قال الفضيل بن عياض: من عظّم صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام، ومن تبسم في وجه مبتدع فقد استخف بما أنزل الله تعالى على محمدصلى الله عليه وسلم، ومن زوّج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها، ومن تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط الله حتى يرجع. [شرح السنّة للبربهاري (ص: 139)]
● قال الشاطبي: " فإن توقير صاحب البدعة مظنّة لمفسدتين تعودان على الإسلام بالهدم: إحداهما: التفاتالجهال والعامة إلى ذلك التوقير، فيعتقدون في المبتدع أنّه أفضل الناس، وأن ما هو عليه خير مما عليه غيره، فيؤدي ذلك إلى اتباعه على بدعته دوناتباع أهل السنّة على سنّتهم.
والثانية: أنّهإذا وُقِّرَ من أجل بدعته صار ذلك كالحادي المحرض له على إنشاء الابتداع في كل شيء. وعلى كل حال فتحيا البدع وتموت السنن، وهو هدم الإسلام بعينه. [الاعتصام للشاطبي (1/ 114)]
● وقال الفضيل بن عياض: " الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، ولا يمكن أن يكون صاحب سنة يمالئ صاحب بدعة إلا من النفاق".
● قال ابن بطة–معلقاً على قول الفضيل -: "صدق الفضيل - رحمه الله–فإنا نرى ذلك عياناً". [الإبانة لابن بطة (2/ 456)]
● قال ابن عون: الذي يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع. [الإبانة (2/ 273)]
وقال أيضاً: أهل البدع ما ينبغي لأحد أن يجالسهم ولا يخالطهم ولا يأنس بهم. [الإبانة (2/ 475)]
● وجاء الإمامَ أحمد رجلٌ، فقال: أنا من أهل الموصل، والغالب على أهل بلدنا الجهمية، وفيهم أهل سنة نفر يسير يحبونك، وقد وقعت مسألة الكرابيسي. قال الإمام أحمد: "إياك إياك وهذا الكرابيسي، لا تكلمه، ولا تكلم من يكلمه" أربع مرات، أو خمس مرات. [تاريخ بغداد (8/ 65)]
● قال الإمام ابن بطة العكبري: ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئاً مما ذكرناه [أي: من البدع]، وهجرانه، والمقت له، وهجران من والاه، ونصره، وذب عنه، وصاحبه، وإن كان الفاعل لذلك يظهر السنّة. [والإبانة (ص 282)] رحم الله الإمام ابن بطة، فعن علم تكلم، وبحكمة نطق، فبعد أن بين أن هجر أهل الأهواء والبدع ومقتهم من أصول السنة، نبّه على أن من ناصر أهل البدع ووالاهم وذب عنهم، وصاحبهم، وإن كان يظهر السلفيّة، فإنه يلحق بهم، ويأخذ حكمهم، ويعامل معاملتهم في الهجر وغيره.
●وعن عقبة بن علقمة قال: " كنت عند أرطاة بن المنذر فقال بعض أهل المجلس: ما تقولون في الرجل يجالس أهل السنّة ويخالطهم، فإذا ذكر أهل البدع قال: دعونا من ذكرهم لا تذكروهم، قال أرطأة: هو منهم لا يلبّس عليكم أمره، قال: فأنكرت ذلك من قول أرطاة قال: فقدمت على الأوزاعي، وكان كشّافاً لهذه الأشياء إذا بلغته، فقال: صدق أرطأة والقول ما قال؛ هذا يَنهى عن ذكرهم، ومتى يحذروا إذا لم يُشد بذكرهم " [تاريخ دمشق (8/ 15)]
● وقال أحمد: إذا سلّم الرجل على المبتدع فهو يحبه. [طبقات الحنابلة (1/ 196)]
● قال الأعمش: كانوا لا يسألون عن الرجل بعد ثلاث: ممشاه ومدخله وألفه من الناس. [الإبانة (2/ 476)] .
وقال أبو داود السجستاني: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهل البيت مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟ قال: لا، أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه". (1) [طبقات الحنابلة (1/ 160)]
● روى ابن بطة في الإبانة : قيل للأوزاعي إن رجلا يقول : أنا أجالس أهل السنة وأجالس أهل البدع فقال الأوزاعي : هذا رجل يريد أن يساوي بين الحق وبين الباطل .
● وقال ابن قدامة: (وكان السلف ينهون عن مجالسة أهل البدع والنظر في كتبهم والاستماع لكلامهم).
الخميس نوفمبر 14, 2024 5:41 pm من طرف hagr abdo
» مقابر وادي الراحة للبيع بأفضل الأسعار
الخميس نوفمبر 14, 2024 5:23 pm من طرف hagr abdo
» مقابر القاهرة الجديدة للبيع بتسهيلات في السداد من شركة جنة للمقاولات
الخميس نوفمبر 14, 2024 5:09 pm من طرف hagr abdo
» مقابر طريق السويس الكيلو 26 بافضل الاسعار
الخميس نوفمبر 14, 2024 4:45 pm من طرف hagr abdo
» مقابر 6 اكتوبر طريق الواحات باقل الاسعار - شركة القاهرة الجديدة
الخميس نوفمبر 14, 2024 4:36 pm من طرف hagr abdo
» مقابر طريق السخنة للبيع بأفضل الأسعار | القاهرة الجديدة لبناء المقابر
الخميس نوفمبر 14, 2024 4:24 pm من طرف hagr abdo
» مقابر وادي الراحة طريق العين السخنة بخصم يصل إلى 15%
الخميس نوفمبر 14, 2024 4:14 pm من طرف hagr abdo
» افضل موقع مقابر للبيع بالقاهرة الجديدة 20% خصم
الخميس نوفمبر 14, 2024 4:02 pm من طرف hagr abdo
» اغتنم فرصة الحصول على مدافن للبيع بمساحات مختلفة فى كل مكان فى مصر - القاهرة الجديدة
الخميس نوفمبر 14, 2024 3:42 pm من طرف hagr abdo