شبهة حديث "ماأخاف عليكم أن تشركوا بعدي"

شبهة حديث " وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكني أخاف عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها" وفي رواية : ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها :
رد الشبهة :
أولا : الايات والاحاديث النبوية لا تفهم إلا بفهم الصحابة ومن سار على نهجهم بفهم السلف الصالح (ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) فالواجب على أي إنسان يريد أن يفهم الكتاب والسنة يفهم بفهم السلف الصالح
كلام العلماء في فهم الحديث على قولين إثنين :
● المعنى الأول : المقصود انو جميع الأمة ماتشرك وهذا ماذهب إليه الإمام ابن حجر والإمام النووي فقال ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري في شرحه لهذا الحديث : قوله "ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي" أي : على مجموعكم - أي هذه الأمة لا تشرك كلها - لأن ذلك قد وقع من البعض أعاذنا الله تعالى
وقال الامام النووي في شرحه لصحيح مسلم : وفي هذا الحديث معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأنها لاترتد جملة (يعني الأمة) عصمها الله تعالى من ذلك
● المعنى الثاني : قصد به الصحابة خاصة لأن الصحابة رضي الله عنهم عصموا من الشرك أما من بعد الصحابة فسيقع فيهم أو في بعضهم الشرك بالله والأدلة على ذلك كثيرة جدا منها قوله تعالى (ومايؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون)[يوسف ١٠٦] (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)[يوسف ١٠٣] و قال النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري "لاتقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة" - وهو صنم في جزيرة العرب - وعند مسلم وأبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان" [مسند أحمد عن ثوبان] والمعنى الثاني هذا أيضا ذكره ابن حجر في شرحه للحديث قال في موضع آخر في فتح الباري : "ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي" معناه : أن أصحابه لا يشركون بعده فكان كذلك
■ شبهة أخرى : بعضهم يقول لكن يوجد بعض الصحابة ارتدوا ؟!
فيقال له : هؤلاء ليسوا بصحابة لأن تعريف الصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك