شبهة أثر العتبي في تجويز الشرك بالله

شبهة أثر العتبي في تجويز الشرك بالله :
وأصل القصة أوردها الإمام ابن كثير في تفسير قوله تعالى (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) [النساء/٦٤] أن العتبي كان يقوم بتنظيف غرفة النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ووجد العتبي فقال والله لولا أني سمعت الله يقول (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك..)لما جئتك ثم أنشد بيتين من الشعر ..الخ
رد الشبهة :
القصة رواها العتبي وهو مجهول
قال الإمام محمد بشير السهسواني الهندي عليه رحمة الله في كتابه صيانة الإنسان : العتبي مجهول
ولكن لو فرضنا جدلا بأنه شيخ معروف فإن العتبي حكى قصة أن أعرابي جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وتلى الآية وذكر بيتي شعر ثم انصرف فنام العتبي فجاءه الرسول صلى لله عليه وسلم في المنام فقال له ياعتبي ألحق بالأعرابي وقل له إن الله قد غفر لك
سؤال : من هو هذا الأعرابي صاحب القصة ؟! فكيف نأخذ العقيدة والتوحيد من أعرابي مجهول ؟! ومع هذه الجهالة فالقصة منامية في النوم والدين لا يؤخذ بالمنامات فالقصة تدور بين النوم وبين جهالة الأعرابي وجهالة العتبي وهذا من جهة ومن جهة أخرى هذه القصة ذكرها الإمام ابن كثير ووالإمام القرطبي عليهما رحمة الله و لكن لم يذكروا لها إسناد ولا يمكن أن يقبل الحديث بإتفاق المسلمين بغير إسناد من جهة ثالثة : قال الشيخ العلامة محمد بشير السهسواني عليه رحمة الله : هذه القصة إسنادها ظلمات بعضها فوق بعض . من جهة رابعة : الآية فيها رد على هذا الباطل الذي يجعلك تسأل غير الله فلآية لم يكن فيها دعاء غير الله أو أن نشرك بالله (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم - أي إرتكبوا معاصي مثلا - جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) هل في هذه الآية دعاء غير الله ؟!! بالتأكيد لا . من جهة خامسة : الآية تدل على أن إستغفار الرسول صلى الله عليه وسلم كان في حياته وليس بعد موته ومثاله كما في صحيح البخاري حديث الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك وهم كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع رضي الله عنهم وكان معهم منافقون تخلفوا أيضا من غير عذر فكان المنافقون يأتون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ويكذبون فكان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر لهم لأنه لا يعلم الغيب ولا يعلم في ذلك الوقت أنهم منافقون فالمقصود هو مثل هذا أن تأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو حي وموجود قبل مماته أن تطلب منه أن يستغفر لك الله ولا يجوز أبدا أن تذهب إلى قبره وتطلب منه ذلك لأن هذا لم يرد لا بحديث صحيح ولا بآية . والآية التي قبلها قال الله فيها (وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا) فكيف يعظ الناس وهو ميت فكل هذا يدل على عدم جواز ذلك بعد موته . وكونك تطلب من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يدع الله لك فهذا رد على الصوفية القبورية فإن قال قائل وكيف ذلك؟ نقول له : لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يدع الله والصوفية يقولون هذه القصة دليل على جواز دعاء غير الله