٨/ شبهة توسل آدم عليه السلام بالنبي صلى الله عليه وسلم

٨/ شبهة توسل آدم بالنبي صلى الله عليه وسلم :
لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد
إسناده : حدثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل حدثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حدثنا أبو الحارث عبد الله بن مسلم الفهري حدثنا إسماعيل بن مسلمة أنبأ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ل: "ما اقترف آدم الخطيئة قال يارب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله : ياآدم وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يارب لما خلقتني بيديك ونفخت فيا من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك تضف إلى إسمك أحب الأسماء إليك قال الله صدقت يا آدم إنه أحب الخلق إلي أدعوني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ماخلقتك"
رد الشبهة :
هذا حديث موضوع أخرجه الحاكم في المستدرك وكذا البهيقي في باب ماجاء فيما تحدث به صلى الله عليه وسلم بنعمة ربه [دلائل النبوة ٥/٤٨٨] لمن طريق أبي الفارس عبدالله بن مسلم الفهري وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم جرحه الذهبي في ميزان الإعتدال في نقد الرجال
، رواه الحاكم من طريق عبد الله بن مسلم الفهري ، حدثنا إسماعيل بن مسلمة ، أنبأ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما اقترف آدم الخطيئة . . . ثم ذكر الحديث .
وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد اهـ .
هكذا قال الحاكم ! وقد تعقبه جمع من العلماء ، وأنكروا عليه تصحيحه لهذا الحديث ، وحكموا على هذا الحديث بأنه باطل موضوع ، وبينوا أن الحاكم نفسه قد تناقض في هذا الحديث .
وهذه بعض أقوالهم في ذلك :
قال الذهبي متعقبا على كلام الحاكم السابق : بل موضوع ، وعبد الرحمن واهٍ ، وعبد الله بن مسلم الفهري لا أدري من هو اهـ .
وقال الذهبي أيضاً في "ميزان الاعتدال" : خبر باطل اهـ .
وأقره الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان"
وقال البيهقي : تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، من هذا الوجه، وهو ضعيف اهـ . وأقره ابن كثير في البداية والنهاية (2/323) .
قال الشيخ محمد بن درويش الحوت في أسنى المطالب (صفحة573) بأن الحاكم متساهل في التصحيح ونقل عن المناوي تعقب الذهبي لكثير من تصحيحات الحاكم.
وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (25) : موضوع اهـ .
والحاكم نفسه –عفا الله عنه- قد اتهم عبد الرحمن بن زيد بوضع الحديث ، فكيف يكون حديثه صحيحاً ؟!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة" (ص 69) :
ورواية الحاكم لهذا الحديث مما أنكر عليه ، فإنه نفسه قد قال في كتاب "المدخل إلى معرفة الصحيح من السقيم" : عبد الرحمن بن زيد بن أسلم روى عن أبيه أحاديث موضوعة لا يخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه ، قلت : وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف باتفاقهم يغلط كثيراً اهـ .
انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (1/38-47).
ورواه أيضا غياث بن ابراهيم وهو غياث بن إِبْرَاهِيم أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّخعِيّ الْكُوفِي يروي عَن الْأَعْمَش وَالْأَوْزَاعِيّ قَالَ أَحْمد وَالْبُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك الحَدِيث وَقَالَ يحيى لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ مرّة كَانَ كذابا وَقَالَ السَّعْدِيّ وَابْن حبَان يضع الحَدِيث وَقَالَ البُخَارِيّ تَرَكُوهُ وَقَالَ الْأَزْدِيّ لَا تحل الرِّوَايَة [عَنهُ]
لأن غياث بن إبراهيم هذا رجل كذاب يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كذباته : في يوم من الأيام كان يجلس في مجلس الأمير وكان الأمير يحب الحمام (فرخ الحمام) وكان يلعب بالحمام فاخترع كذبة ليتقرب بها من الأمير فقال للأمير : قال رسول الله لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر أو جناح فزاد كلمة جناح من عنده فكان الأمير يعلم بأنه كذاب فذهب الأمير وذبح كل الحمام الذي كان عنده زجرا له لكي لا يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة أخرى