شبهة البناء على القبور ودفن النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده

شبهة دفن النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده والبناء على القبور :
رد على شبهة :
وأما بالنسبة لقبر النبي صلى الله عليه وسلم فالمسجد لم يبن على قبر النبي صلى الله عليه وسلم بل المسجد بناه النبي صلى الله عليه وسلم بيده في حياته ولما مات دفن خاج المسجد في بيته في حجرة عائشة فلم يكن المسجد بني على القبر ولم يكن القبر داخل المسجد ولكن بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وموت أكثر الصحابة قام بعض الخلفاء بتوسعة المسجد النبوي فدخلت الحجرة في التوسعة الجديدة وأفعال الملوك ليست حجة يعارض بها الشرع إنما الحجة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
فثبت بذلك أن دفن النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده كذب لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدفن في المسجد وإنما دفن في حجرة عائشة رضي الله عنها والقصة لما مات النبي صلى الله عليه وسلم جاء أبوبكر الصديق رضي الله عنه فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "لم يقبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه"
أولا : في هذا الحديث جاء لفظ نبيا ولم يقل شيخ طريقة ولم يقل ولي يكون بذلك قد خرج الأولياء الصالحين أو غيرهم من هذا الحكم
فلما قال ابوبكر الصديق رضي الله عنه هذا الحديث الذي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم قال الراوي فأزاحوا السرير الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعملوا في الحفر تحت السرير
ثانيا : لم يكن هناك بناء على قبره والدليل عن أبي بكرِ بن عياشٍ عن سفيانَ التمَّارِ، أنَّه حدَّثَه: ((أنَّه رأى قبرَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مُسَنَّمًا ))
و بعد وفاة الصحابة والخلقاء وإتسعت الرقعة الإسلامية فاحتاج الناس لتوسعة المسجد فأدخلوا غرفة عائشة في المسجد وكان من فعل ذلك ليس من أهل العلم بل هو من بعض الأمراء المتأخرين الذين لم يكن لهم إلمام بالعلم ولم يكن في وقت الصحابة ولا في وقت التابعين بناء على قبر النبي صلي الله عليه وسلم وإنما حدث هذا بعد وفاتهم
ثالثا : لم يكن هناك بناء على قبور الصحابة رضوان الله عليهم لورود النهي عن ذلك وقد فهم الصحابة ذلك وطبقوه وإنما البناء وسيلة في إلى الغلو والشرك بالله تعالى وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد "
رابعا : لو إفترضنا جدلا بأن البناء على قبر النبي صلى الله عليه وسلم جائز هل قبر النبي صلى الله عليه وسلم مثل قبور مشائخ الصوفية ؟! ولماذا لم يبني الصحابة على قبورهم ؟! وهل أولياء الصوفية أعظم قدرا من الصحابة ؟!
● شبهة أخرى لتجويز البناء على القبور :
يستدلون بقوله تعالى (قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا)
رد الشبهة :
قال الإمام الألباني عليه رحمة الله : إن الذين قالوا هذا القول كانوا نصارى على ماهو مذكور في كتب التفسير فيكون إتخاذ المسجد على القبر من شريعتهم وشريعة من قبلنا شرع لنا إذا حكاها الله تعالى ولم يعقبها بما يدل على ردها كما في هذه الآية الكريمة
والجواب على رد هذه الشبهة من ثلاثة وجوه :
الوجه الأول : أن الصحيح المقرر في علم الأصول أن شريعة من قبلنا ليست شريعة لنا لأدلة كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم "أعطيت خمسا لم يعطهن أحدا من الأنبياء قبلي .. إلى أن قال : وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة" فإذا تبين هذا فلسنا ملزمين بالأخذ بما في الآية لو كانت تدل على جواز بناء المسجد على القبر كان شريعة لمن قبلنا !!
الوجه الثاني : أن الصواب هو قول من قال "شريعة من قبلنا شريعة لنا" فذلك مشروط عندهم بما إذا لم يرد في شرعنا مايخالفه ، وهذا الشرط معدوم هنا لأن الأحاديث تواترت في النهي عن البناء المذكور كما سبق فذلك دليل على أن مافي الآية ليس شريعة لنا
الوجه الثالث : لا نسلم أن الآية تفيد أن ذلك كان شريعة لمن قبلنا غاية مافيها أن جماعة من الناس قالوا لنتخذن عليهم مسجدا فليس هذا التصريح بأنهم كانوا مؤمنين وعلى التسليم فليس فيها أنهم كانوا مؤمنين صالحين متمسكين بشريعة نبي مرسل بل الظاهر خلاف ذلك قال الحافظ في فتح الباري شرح صحيح البخاري [٦٥/٢٨٠] حديث "لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" وقد دل القران على مثل مادل عليه هذا الحديث (قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) فجعل اتخاذ القبور على المساجد من فعل أهل الغلبة على الأمور وذلك يشعر بأن مستنده القهر والغلبة واتباع الهوى وأنه ليس من فعل أهل العلم والفضل