شبهة القول ببدعية تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام

ليس من قسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام هم الخلف كما يعتقد غلاة جهال الصوفية ، وهو مستنبط من داخل القران الكريم لقوله تعالى (لعلمه الذين يستنبطونه منهم) [النساء ٨٣] كما استنبط علماء الأصول الأحكام الشرعية إلى خمسة أحكام (الواجب والمندوب والمباح والمكروه والمحظور) وذلك بالنظر إلى الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة فوجدوا أن الأحكام تنحصر في هذه الخمسة فهل نحكم عليه بالبدعة لأن الصحابة لم يعرفوا هذا التقسيم الخماسي ؟ أم نقدر جهودهم في تسهيل وتيسير العلوم للأمة الإسلامية : ومن أدلة تقسيم التوحيد : (رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا) [مريم ٦٥] (رب ااسماوات) تدل على الربوبية (فاعبده) تدل على الألوهية هل (تعلم له سميا) تدل على توحيد الأسماء والصفات . وإذا نظرنا في كتب العلماء السابقين لشيخ الإسلام ابن تيمية نجد فيها مايدل على أن التوحيد مقسم إلى أقسام ومن أمثله ذلك مايلي :
* النص الأول : قال الإمام أبو حنيفة (ت١٥٠ ه - أي قبل شيخ الإسلام ابن تيمية ب ٥١١ سنة :
"فالله يدعى من أعلى لا من أسفل لأن الأسفل ليس من وصف الربوبية والألوهية من شيء [الفقه الأوسط / ص٥١] فقوله "يدعى من أعلى لا من أسفل" فيه إثبات العلو لله وهو من توحيد الأسماء والصفات وفيه رد على الجهمية والمعتزلة والماتريدية والأشاعرة وغيرهم من أهل التعطيل نفاة العلو . وقوله "من وصف الربوبية" فيه إثبات توحيد الربوبية وقوله "والألوهية" فيه إثبات توحيد الألوهية
* النص الثاني : قال ابن جرير الطبري (ت ٣١٠ ه)
في تفسيره في مواطن عديدة [٣/ ٣٣٦] قوله تعالى (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون) [آل عمران ٨٣] وله خشع من في السماوات والأرض فخُضع له بالعبودية وأقر له بإفراد الربوبية
* النص الثالث : أبو جعفر الطحاوي (ت ٣٢١ ه) :
قال في مقدمة متنه العقيدة الطحاوية نقول في توحيد الله معتقدين أن الله واحد لا شريك له ولا شيء مثله ولا شيء يعجزه ولا إله غيره فقوله لا شيء مثله هذا توحيد الأسماء والصفات وقوله لا شيء يعجزه هذا توحيد الربوبية وقوله لا إله غيره توحيد الألوهية
* النص الرابع : ابن بطة العكبري (ت٣٨٧ ه قبل ابن تيمية ب٢٧٤ سنة) :
أن يكون العبد معتقدا ربانيته ووحدانيته وان يعتقده موصوفا بالصفات [الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة / ص ٩٣٦ ، ٦٩٤]
* النص الخامس : ابن حبان البستي (ت ٣٠٤ ه قبل ابن تيمية ب ٣٠٧ سنة) :
قال في مقدمة كتابه [روضة العقلاء ونزهة الفضلاء] الحمد لله المتفرد بوحدانية الألوهية المتعزز بعظم الربوبية .. وخلق البشر كما أراد بلا شبيه ولا نظير
* النص السادس : ابن أبي زيد القيرواني المالكي (ت ٣٨٦ ه قبل ابن تيمية ب٢٧٥ سنة) :
قال في [مقدمة عقيدته] : من ذلك الإيمان بالقلب والنطق باللسان بأن الله إله واحد لا إله غيره ولا شبيه له ولا نظير ولا ولد له ولا والد له ولا صاحبة له ولا شريك له .. لا يبلغ كنه صفته الواصفون ولا يحيط بأمره المتفكرون .. خالقا لكل شيء ألا هو رب العباد ورب أعمالهم والمقدر لحركاتهم وآجالهم .. انه فوق عرشه المجيد بذاته وهو في كل مكان بعلمه فذكر الأقسام الثلاثة
* النص السابع : ابنةمندة في [كتاب التوحيد ومعرفة أسماء الله وصفاته
* النص الثامن : الطرطوشي المالكي : وأشهد له بالربوبية والوحدانية .. من الأسماء الحسنى [سراج الملوك / ١-٧]
* النص التاسع : ابن كثير في التفسير [تفسير القران العظيم ج٣ / ص ٥٥٣] وابن أبي العز الحنفي