حكم الإجتماع بعد دفن الميت (الفُراش) ودليل التعزية ورد شبهات الصوفية

حكم الإجتماع بعد دفن الميت (الفُراش) ودليل التعزية ورد شبهات المتصوفة :
الإجتماع محرم ؛ روى الإمام أحمد -رحمه الله- وابن ماجه بإسناد، جيد عن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال: "كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد الدفن من النياحة"
الراوي : قيس بن أبي حازم | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند
الصفحة أو الرقم: 6905 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه ابن ماجه (1612)، وأحمد (6905) واللفظ له
؛ والنياحة من الكبائر
الإجتماع من الكبائر وليس من الصغائر
وجاء في سنن أبي داود باب صنعة الطعام لأهل الميت.
وهذا الحديث ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه لما جاءه نعي جعفر بن أبي طالب حين قتل في مؤتة في الشام، أمر أهل بيته أن يصنعوا طعامًا لأهل جعفر ، حدثنا مسدد حدثنا سفيان حدثني جعفر بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد أتاهم أمرٌ شغلهم). قال الشيخ العباد في شرحه لسنن أبي داود : أي: أن أهل الميت قد حصل لهم ما يحزنهم وصارت نفوسهم متأثرة، فليس عندهم انشراح ولا استعداد للطبخ وصنع الطعام، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم الناس أن يصنعوا لهم الطعام، وأن يرسلوه إليهم؛ لأنه قد جاءهم ما يشغلهم عن صنع الطعام، فهذا يدل أن على أقارب الميت سواء كانوا القريبين جداً أو غير ذلك أن يصنعوا لهم طعاماً، وأن يرسلوه إليهم، ويكون ذلك الطعام لهم، وليس المقصود من ذلك أن تكون هناك ضيافة، وأن يجتمع الناس بمناسبة الموت، فيأتي لهم أهل الميت بالطعام أو غيرهم، ويُدعى الناس إليه، ويتجمعون عند أهل الميت من أجل الأكل، كما يُفعل ذلك في هذا الزمان في بعض البلاد من بناء السرادقات، ووضع الأنوار، وجلب أناس يقرءون، ثم يتجمع الفقراء ويُصنع لهم طعام لعدة أيام، فيأكل الناس منه، فيصير الأمر وكأنه مناسبة فرح وسرور، وليس مناسبة حُزن وألم وتأثر بسبب الميت الذي فقدوه، ولهذا فإن مثل ذلك من الأمور المحدثة المبتدعة التي أحدثها الناس، وأما الذي جاءت به السنة فهو أن بعض أقارب أهل الميت يصنعون لهم طعاماً على قدرهم.
فثبت أن هذا الحديث رد على الصوفية وليس دليلا لهم . لآن آل جعفر هم مشغولين بالمصيبة والحزن لا يستعيطون أن يطبخوا لأنفسهم طعاما فكلف النبي صلى الله عليه وسلم جيرانهم بتجهيز الطعام لهم وليس المقصود أن يأتي الجيران ليأكلوا عندهم
*شبهة بدعة قراءة الفاتحة على الميت :
من الذي قال بقراءة الفاتحة على الميت ؟!! ولماذا لا نقرأ البقرة أم لأنها طويلة ؟!!
● ودليل التعزية كما في صحيح البخاري : عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : كُنَّا عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فأرْسَلَتْ إلَيْهِ إحْدَى بَنَاتِهِ تَدْعُوهُ، وَتُخْبِرُهُ أنَّ صَبِيًّا لَهَا، أَوِ ابْنًا لَهَا في المَوْتِ، فَقالَ لِلرَّسُولِ: ارْجِعْ إلَيْهَا، فأخْبِرْهَا: أنَّ لِلَّهِ ما أَخَذَ وَلَهُ ما أَعْطَى، وَكُلُّ شيءٍ عِنْدَهُ بأَجَلٍ مُسَمًّى، فَمُرْهَا فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ، فَعَادَ الرَّسُولُ، فَقالَ: إنَّهَا قدْ أَقْسَمَتْ لَتَأْتِيَنَّهَا، قالَ: فَقَامَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَقَامَ معهُ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ، وَمُعَاذُ بنُ جَبَلٍ، وَانْطَلَقْتُ معهُمْ، فَرُفِعَ إلَيْهِ الصَّبِيُّ وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ كَأنَّهَا في شَنَّةٍ، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَقالَ له سَعْدٌ: ما هذا يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: هذِه رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ في قُلُوبِ عِبَادِهِ، وإنَّما يَرْحَمُ اللَّهُ مِن عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ
الراوي : أسامة بن زيد | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 923 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (7377)، ومسلم (923).
فهذا هو دعاء التعزية أو مايقوم مقامها مثل أحسن الله عزاكم ونحوه .

قال العلامة الطرطوشي رحمه الله :
*فأما المآتـم ، فممنوعةٌ بإجما؏ العلماء ، و المأتم هو : الاجتما؏ على المصيبة ، و هو بدعةٌ منـڪــرة ، لم يُنقل فيه شيءٌ ، و ڪــذا ما بعده من الاجتما؏ في الثاني و الثالـث و الرابع و السابع و الشهر و السنة ، فهـو طامّــةٌ ، و إن كان من الترڪــة في الورثة محجورٌ عليه أو مَن لم يَأذن ، حـرُم فعله و حرم الأڪـل منه .*
انتهى
( ڪـتاب الحوادث و البـد؏ صــ 175) للطرطوشــﮯ المالڪـﮯ.