١٨/ شبهة (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما)

١٨/ شبهة (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) :
من شبهات الصوفية في التوسل ودعاء غير الله :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (... وهذا كله نقله القاضي عياض من كتب أصحاب مالك المعروفة ثم ذكر الحكاية بإسناد غريب منقطع رواها من غير واحد أجازة قالوا : حدثنا أبوالعباس أحمد بن عمر أحمد بن عمر بن دلهات قال حدثنا أبوالحسن علي بن فهر حدثنا أبوبكر محمد بن أحمد بن الفرح حدثنا أبوالحسن عبد الله بن المنتاب حدثنا يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا ابن حميد قال : ناظر أبوجعفر أمير المؤمنين مالكا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له مالك : يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد فإن الله أدب قوما تعالى (لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) ومدح قوما فقال (إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله) وذم قوما فقال (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات) وإن حرمته ميتا كحرمتة حيا فاستكان لها أبوجعفر فقال يا أباعبدالله استقبلُ القبلة وأدعو ؟ أم أستقبلُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : ولِمَ تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله يوم القيامة ؟ بل استقبله واستشفع به ؛ فيشفعك الله قال الله تعالى ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما)
رد الشبهة :
قال شيخ الإسلام رحمه الله : قلت : وهذه الحكاية منقطعة فإن محمد بن حميد الرازي لم يدرك مالكا لا سيما في زمن أبي جعفر المنصور فإن أبا جعفر توفي بمكة سنة ثمان وخمسين مِئةَ وتوفي مالك سنة تسع وسبعين ومِئةَ وتوفي محمد بن حميد الرازي سنة ثمان وأربعين ومئتين ولم يخرج من بلده حين رحل في طلب العلم إلا وهو كبير مع أبيه وهو مع هذا ضعيف عند أكثر أهل الحديث كذبه أبوزرعة وابن وارة وقال صالح بن محمد الأسدي مارأيت أحدا أجرأ على الله منه وأحذق بالكذب منه وقال يعقوب بن شيبة : كثير المناكير وقال النسائي : ليس بثقة وقال ابن حبان : ينفرد عن الثقات بالمقلوبات ...[قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ١١١ - ١١٢]
وقال الذهبي في ميزان الإعتدال ج٤ ص ١٠٢ : وكذبه أبوزرعة .. وعن الكوسيح قال : أشهد أنه كذاب ، فالقصة غير صحيحة