١٤/ شبهة إستسقاء عمر بالعباس رضي الله عنهما

يحتجون على جواز التوسل بالأشخاص وحقهم وحرمتهم بحديث أنس رضي الله عنه : "أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قُحطوا استسقى بالعباس بن عبدالمطلب فقال فقال : اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون: [رواه البخاري برقم ١٠١٠ ورواه غيره]
رد الشبهة :
ولا شك أن التوسل هنا كان بدعاء العباس لأمور عدة :
أولا : قال الحافظ ابن حجر رحمه الله [الفتح ج٢/ ص ٤٩٧] : وقد بين الزبير بن بكار في الأنساب صفة مادعا به العباس في هذه الواقعة والوقت الذي وقع فيه ذلك فأخرج بإسناد له أن العباس لما استسقى به عمر قال : "اللهم إنه لم ينزل بلاءٌ إلا بذنبٍ ولم يُكشفْ إلا بتوبة وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك هذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث" فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخضبت الأرض وعاش الناس [فتح الباري تحت الحديث رقم ١٠١٠]
وكذلك حذف عمر له دليل على معرفة الصحابة كلهم على أن التوسل يكون بدعاء الرجل الصالح وهو دليل على أن الأمر مستقر عندهم
ثانيا : لو كان توسل عمر رضي الله عنه بالجاه فلماذا ترك عمر التوسل بجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب إلى التوسل بجاه العباس رضي الله عنه ؟! مع عِلم عمر التام أن جاه رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم من جاه العباس رضي الله عنه ولا مقارنة
ومع ذلك ترك التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم وتوسل بدعاء العباس وذلك لأن عمر يعلم أن التوسل بالجاه لا يجوز ولا يستطيع أي أحد من هؤلاء الصوفية أن يأتي بدليل صحيح واحد يدل على جواز التوسل بالجاه ...
قال الحافظ ابن حجر : والإستسقاء لغة : طلبُ سقي الماء من الغير للنفس أو الغير ، وشرعا : طلبه من الله عند حصول الجدب على وجه مخصوص"
]التوسل والرد على الشبهات التي حوله للشيخ مزمل فقيري ص ٦- ٨]