اسمه علي بن أبي طالب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن نضر بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن نزار بن معد بن عدنان العاشمي القرشي أبو الحسن ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره . أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي إبنة عم أبيه ولذلك يقال لعلي القرشي ابن القرشية والهاشمي ابن الهاشمية وبنو هاشم هم صفوة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى بني هاشم من قريش واصطفاني من بني هاشم" فالهاشميون صفوة في قريش وقريش صفوة بالنسبة لكل العرب ولقد أسلمت فاطمة بنت أسد رضي الله عنها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلها ، زوجاته : نال علي رضي الله عنه شرف القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم مصاهرة فقد زوجه من فاطمة ابنته وهي من أحب الناس إليه منعها الكثير من أصحابه لأنه أراد لها شابا يقاربها في السن وعند الطبراني قال صلى الله عليه وسلم : "إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي" فكأن هذا الزواج بأمر الله عز وجل من فوق سبع سماوات لما خطبها علي قال له النبي صلى الله عليه وسلم ماتمهرها ؟ (أي تعطها من المهر) قال: ماعندي شيء قال له النبي صلى الله عليه وسلم : أين درعك الحطمية التي كنت قد أهديتك إياها ؟ (وكان قيمته أربعة دراهم) وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أهداها له ! قال : عندي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : امهرها ! فأمهر علي رضي الله الدرع لفاطمة رضي الله عنها ! - وماتفعل إمرأة بدرع ؟! المرأة لا تفعل بالدرع شيئا - فكان كلما أراد أن يخرج إلى الجهاد إستأذنها الدرع فتعطيه الدرع فيخرج به ويعيده إليها حتى صار الدرع بعد ذلك عنده !! . لقد وقع بين علي وفاطمة من الحب والوئام والعيش الهنيئ والسعادة ما جعلهما من أسعد البيوت قالت فاطمة : زفني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن عمه علي برحائين - والرحاء هي أحجار تسحن بها الحبوب تسمى بالعامية (مُرحاكَ) - وجرة فيها ماء ووسادة أُذُنِ حشوها ليف (أي مخدة من الجلد محشوة بليف) وننام على إيهاب كبش (أي جلد خروف) ننام على صوفه بالليل وبالنهار نعلف عليه الناضحة (أي يضعون عليه العلف بالنهار على جانبه الآخر الذي ليس عليه صوف) بالله هذه غرفة نوم أفضل نساء العالمين وبالرغم من هذا كانوا من أسعد الناس لأن السعادة في القلوب وليست في الجدران ، وفي البخاري دخل النبي صلى الله عليه وسلم على فاطمة وقال لها : أين بعلك ؟ قالت : لاحانا وخرج - وهذا هو الرجل العاقل الذي إذا إختلف مع المرأة يخرج هو ولا يخرجها هي - فذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد يفقده ولما وجده النبي صلى الله عليه وسلم راقد في أرض المسجد جثى النبي صلى الله عليه وسلم على ركبته - وهذا أيضا موقف الأب العاقل عندما يقع خلاف بين ابنته وزوجها - ومسح التراب عن جنب علي وقال له قم يا أباتراب قال علي : كناني بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أحب إلي من الدنيا ومافيها .؛ فولدت فاطمة له الحسن فسماه النبي صلى الله عليه وسلم ثم ولدت الحسين فسماه النبي صلى الله عليه وسلم ثم ولدت ثالثا فسماه النبي صلى الله عليه وسلم محسن ولكن محسنا مات صغيرا وكذلك ولدت فاطمة أم كلثوم وهذه التي تزوجها عمر بن الخطاب وقد تقدم وكانت صغيرة عمرها ١٥ سنة وعمر عمر بن الخطاب آنذاك ٥٠ سنة ولكنه تزوجها طمعا في نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنها بنت علي وأمها فاطمة رضي الله عنهم وعن الصحابة أجمعين ثم أخيرا ولدت فاطمة زينب ولم يتزوج علي على فاطمة حتى ماتت وكان يحبها ويجلها وكان بينهما من الحب والوئام . وبعد وفاة فاطمة تزوج بليلة بنت مسعود بن خالد ولقد أنجبت له أبابكر وعبدالله وتزوج بأم البنين بنت حزام فأنجبت له العباس وجعفر وعثمان وعبدالله وتزوج بأسماء بنت عميس الخزعمية فأنجبت له يحي ومحمد الأصغر وكانت تحت جعفر ثم أبوبكر ثم تزوجها بعد ذلك علي رضي الله عنهم أجمعين وتزوج ببنت إمرئ القيس بن عدي الشاعر الجاهلي المعروف من بني كلب وتزوج بأم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي وأنجبت له محمد الأوسط وتزوج بأمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبدشمس بن عبدمناف بن قصي وهي بنت أخت فاطمة بنت زينب بنت خديجة وتزوج بخولة بنت قيس بن جعفر الحنفية وولدت له ولدا يعتبر من أجل أولاده بعد الحسن والحسين وهو محمد بن الحنفية وهذا يسمى بمحمد الأكبر وكان عالما جليلا
فضائله ومناقبه :
كثيرة : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من كنت مولاه فعلي مولاه" وماروي في صحيح مسلم : "مايحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق" وفي الصحيحين : "لأعطين الراية غدا رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله" وكان علي رضي الله عنه مرمدا أي بعينه رمد ولذلك كان متأخرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه الناس أين علي ؟ وكان في مؤخرة الصفوف فتقدم علي وبه رمد فبصق النبي صلى الله عليه وسلم على عين علي فبرأت بإذن الله وماشكى بعد ذلك أبدا ثم أعطاه الراية وقال : أغزوهم بسم الله وانزل بساحة القوم وادعهم إلى الله لئن يهدي الله بك رجل واحد خير لك من حمر النعم فحمل علي الراية وقال : الله أكبر خربت خيبر وفتح الله على يديه بعد أن استعصت أيام وليالي ، وفي البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم خَلَّف عليا في المدينة في غزوة تبوك على أهله فتكلم المنافقون فيه وقالوا : ماخلفه إلا لحاجة في نفسه منه فلما سمع عليُّ الكلام وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم في الطريق وقال يارسول الله إني لا أرضى أن أكون مع النساء فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كلمة هي أعظم شهادة وأشرف وسام وأعظم منقبة لعلي رضي الله عنه : "أما ترض أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي" . قال ضرار : ويستأنس بالليل ووحشته ولقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين يقول يادنيا غري غيري إليَّ تعرضتي أم إليَّ تشوفتي قد أبنتك ثلاث زادك حقير وعمرك قصير وعيشك حقير آهٍ من قلة الزاد ووحشة السفر وبعد الطريق ثم بكى وكان عليُّ غزير الدمع طويل الفكر ..الخ
بداية الفتنة :
أراده الله للأمة في الزمن الصعب بعد مقتل عثمان وينبغي أن نعلم حقيقة إن الذين قتلوا عثمان كانوا عصابة وعصبة ولما إستلم علي زمام الأمور ومقاليد الحكم كانوا جيشا فليس من الحكمة أن يريق الدماء وأن تحدث فوضى كان علي رضي الله عنه يرى أن الأمر لابد أن يستقر ولابد للنظام أن يفرض ولابد للدولة وهيبتها وسيادتها أن تعم بعد ذلك يقتص ممن يحتاج إلى قصاص ولقد مر علينا في مقتل عثمان رضي الله عنه كيف أن زهير بن حرقوص السلميى لما أراد الصحابة أن يقتصوا منه جاءهم في جيش من أهله فيه ٦٠٠٠ فكان الصحابة بين خيار أن يقتلوا ستة آلاف أو أن يتركوا زهيرا وذلك لأن الأمر كان فيه فتنة حقيقية لما قتل عثمان رضي الله عنه لم يكن للأمة إلا علي وليس لنا أن نقول إن الأمور قد اضطربت في زمن علي لا واللهةإنها فتنة أراد الله للفتنة أن تبلغ غاياتها ونهاياتها ولو حكم غير علي في تلك الفترة لتفاقم الأمر ولإزداد سوءا . قال الحسن بن علي لأبيه : وددت لو أنك لم تتولى من أمور الناس شيئا . ولم يتهم أحد عليّ بأنه قتل عثمان أو شارك في قتل عثمان إلا أن يكون المتهمُ له زنديقا . وكان يريد محاكمة عادلة والصحابة لعظم وقع قتل عثمان في نفوسهموأرادوا قصاصا عاجلا فوقع الخلاف بين عليّ وبين الذين خالفوه طلحة والزبير وعائشة ومعاوية رضي الله عنه وعنهم أجمعين فقال علي رضي الله عنه : أما وأني لو تركت الناس لكان الناس بغير خلافة - والخلاف الذي وقع بين الصحابة ليس هو خلاف الحق والباطل إنما هو خلاف الخطأ الإجتهادي المغفور لمن خالف فيه ولا نستطيع الحكم عليها إلا من الرواية الصحيحة فإن هذه الفترة كتب فيها من التاريخ ومن الروايات ماكتب ونحن بحاجة إلى تنقيح الروايات نفسها ومن ثم الوصول إلى حكم صحيح وإن الذي وقع بين الصحابة إنما كان فتنة فتنة الجمل : ولأن الفتنة الحق فيها لا يتضح ولذلك لما سئل علماء الأمة عن قتال الصحابة لبعضهم قالوا : أهل الجنة قاتل أهل الجنة وقال الشافعي رحمه الله : تلك فتنة طهر الله منها أيدينا فلنطهر ألسنتنا ، الذي ينبغي أن نعتقده أن نعرف الحق لجميعهم وأن نعرف الفضل لكلهم فكلهم من أهل الخير ومن أهل الفضل ثم أن الخلاف الذي وقع لم يكن بأيدي الصحابة والسنة التي تولى فيها عليّ رضي الله عنه الخلافة سنة ٣٥ من الهجرة كانت الفتوحات وازداد عدد المسلمين ممن لم يتربوا التربية الصحيحة ولذلك صارت جموع الناس ممن لم يرسخوا في الإسلام أن عليٌّ بويع في هذه الحقبة وقد قام بأعبائها حق القيام وقد قام بواجبه أتم القيام لم يتوانى ولم يتردد في القيام بمسؤولياته وإن الذين قتلوا عثمان رضي الله عنه هم الذين قتلوا علي رضي الله عنه إن الذين قتلوا عثمان كانوا أكثر من ألفي شخص وهو جيش غير نظامي (مليشيات الخوارج) ولما بويع لعليّ إنضم قتلة عثمان إلى جيش علي وأشكل هذا على بعض الصحابة ولما وصل بعضهم إلى الكوفة والبصرة من قتلة عثمان رضي الله كثير من أهل البصرة وأهل الكوفة من المتدينين ممن لم يشاركوا في قتل عثمان أرادوا أن يقتصوا لعثمان رضي الله عنه من هؤلاء . . وكان موقف علي رضي الله عنه حرجا عليه أن يحافظ على الدولة وعلى تماسكها وأن لايدع الناس يقتلوا بعضهم بعضا ويصفي بعضهم بعضا . وعلي رضي الله عنه لا يلومه أحد ولا يلام قام بمسؤلياته كاملة كخليفة للمسلمين مبايع ولو تقاعد علي رضي الله عنهولانفرط نظام الدولة ولإنهارت الأمة ولعمت الفوضى فأراد علي أن يضع الأمور في نصابها خرج أيضا إلى الكوفة حيث جيش طلحةةوالزبير وعائشة وفي جيش علي قتلة عثمان لم ينضموا إليه بأمره إنما انضموا إليه لأنه طرح نفسه كخليفة فجاء هؤلاء وبايعوه فكان رأي علي رضي الله عنه و هو الصواب والحق أن يقيم محاكمة عادلة للقصاص من قتلة عثمان حتى لا يدعي الناس دماء بعض في هذه الأثناء وجد قتلة عثمان الفرصة فحركوا الفتنة لأنهم يعلمون أنوإستقرار الدولة يعني رقابهم يعلمون أن علي سيقتص منهم . أن قتلة عثمان حركوا الفتنة (في الروايات الصحيحة) أكثر من ألفي شخص يعلمون أنه سيقتص منهم هل سيتركون المجتمع ليهدأ بمن فيهم أمير المؤمنين الذي بايعوه ليحتموا به فلما علموا بأن الأمر إذا استقر لن يحميهم وإن عليا رضي الله عنه كان كلما وقف في جيشه وهو يحس أن قتلة عثمان في الجيش ولكن لا يعرفهم بأسماءهم وليست له بينة تجاههم كان يقول : اللهم إلعن قتلة عثمان في البر والبحر وكان يلعن من شارك في قتل عثمان ولو بكلمة وكان يقول : اني مرتحل فلا يتبعني من شارك في قتل عثمان . ان عليا لما شارف جيش طلحة والزبير وماكان في نفسه أن يقاتلهم وماكان في نفس طلحة والزبير أن يقاتلوه فأرسل إليهم القعقاع بن عمر فاجتمع بهم وسألهم عما يريدون فأخبروه أنهم يريدون القصاص من قتل عثمان فقال لهن : أتنازعون عليا في حكمه وبيعته ؟ قالوا : لا ننازعه وهذا يؤكد أن الصراع لم يكن صراع سلطة ولا كراسي وليس الأمر كما قال المبتدع محمد مصطفى وفرج كودة ومن تبعهم من المتردية والنطيحة والموقوذة وما أكل السبع والعلمانيين والزنادقة فقد أقروا القعقاع فناقشهم القعقاع نقاشا موضوعيا بأنهم عليهم أن يساعدوا علي في القصاص من قتلة عثمان وأخبرهم عن نية علي في ذلك وقد كان هذا خافيا عليهم فأخبرهم القعقاع بأن علي ينوي ذلك ولكن لن يتم ذلك إلا إذا وضعوا أيديهم في أيدي علي واتفقوا على أن يكون هذا في الصباح ونام الفريقان أهدأ وأجمل وأطيب ليلة ولكن في الليل إجتمع قتلة عثمان كما روى ذلك ابن كثير في البداية والنهاية والطبري في تاريخ الملوك والأمم وقال هؤلاء الخوارج : هل تعلمون هذا الصلحة؟! إنما ثمنه دماءكم وقد صدقوا في هذه الحقيقة إذا إجتمع الصحابة سيقتص من هؤلاء فاقترح أحدهم قتل علي وهو من جيشه اسمه الأشتر النخعي فقال له ابن السوداء : لا لو قتلتم عليا لقتلتم ولكن أوقعوا القتل في الفريقين فقام بعضهم في تلك الليلة متسللا مختبئا إلى معسكر علي فقتل منهم مقتلا وذهب بعضهم في نفس اللحظة إلى معسكر طلحة والزبير فقتل منهم مقتلة فقام الفريقان وقد هاجوا ولكن عليا رضي الله عنه كان عاقلا فأمر الناس أن يترووا لنرى كيف وقع القتل لكن عليا كان يقود جيشا فيه عشرة آلاف لم يكن فيهم إلا مائة صحابي فقط فوقع القتال بين الفريقان وهاجت الفتنة وانسحب طلحة والزبير وهذا يؤكد على أنهما ماأرادا القتال والدليل على ذلك أن طلحة قتل في العراء وان الزبير قتل في طريقه عائدا قتله عمر بن جرموز وهو من الذين شاركوا في قتل عثمان وهو من الأعراب المنافقون الذين مردوا على النفاق وقد قال علي رضي الله عنه وهو يبكي : بشر قاتل ابن صفية بالنار وبعد ذلك قام معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في جيش الشام ولم يكن جيش الشام جيشا عاديا لم يكن كجيش طلحة والزبير وعائشة فقد كان جيشا نظاميا وبالإتفاق أهل الشام أفضل من أهل العراق وعلي أفضل من معاوية لكن جيش الشام أفضل لأنهم أطوع لقائدهم كما قال ابن تيمية في منهاج السنة النبوية أما أهل العراق هم الذين قتلوا عليا نفسه وكان شعار جيش الشام (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا) وكان معاوية أحق الناس بدم عثمان جده أميه بن عبدشمس وهو جد معاوية فهما الإثنان أمويان فبتالي جاء قتال صفين وانتهى قتال صفين بالتحكيم وقصة التحكيم التي جاءت في كتاب الصف الخامس الإبتدائي في المناهج القديمة التي تقول أن عمر بن العاص خدع أباموسى الأشعري فهذه قصة باطلة عقلا وشرعا لأن أباموسى الأشعري من أعقل الناس كان من الأربعة الذين يتم إستفتاءهم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أما عَمر بن العاص لايفعل هذا عَمر الذي كان أميرا في سرية فيها أبوبكر وعمر وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاح والإيمان فقال : "عَمرو بن العاص من صالح رجال قريش" وقال النبي صلى الله عليه وسلم كما في السلسلة الصحيحة : "أسلم الناس وآمن عَمرو بن العاص" والمؤمن لا يكذب كيف يخدع عمرو بن العاص وقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالإيمان فهذه الرواية وردت عن طريق سيف بن عمر الضبي التميمي وهو كذاب ومتشيع ووردت من رواية أبي مخنب لوط بن يحي فكيف تقبلون هذه الرواية ؟!! ولم يستند إلى هذه الرواية إلا شرار الخوارج والزنادقة كأمثال سيد قطب الذي أصلها في كتابه حينما اتهم الصحابة بالخداع والكذب وبعضهم كفره كأبي سفيان !! ومن حزا حزوه كعدنان إبراهيم أحد أبرز الزنادقة المعاصرين قبحه الله ولكن الرواية الصحيحة هي رواية الدارقطني ولم تبرز رواية الدارقطني عند الناس لأنها تحافظ على نزاهة الصحابة وعلى عدالتهم وفيها أن تحكيما وقع ولكن لم يرد فيها عزل معاوية وعلي معا إنما تم الإتفاق في دومة الجندل على أن علي إمام مبايع ويعطى علي رضي الله عنه ستة أشهر للقصاص من قتلة عثمان فإن وفى قد تم الأمر وإن لم يوفى تنقض البيعة منه ويبايع الناس غيره وأصلا لم يكن معاوية منازعا لعلي كما يدعي سيد قطب والزنادقة قبحههم الله ورضي الله عن الصحابة أجمعين فلم يكن معاوية منازعا لعلي ولم يكن ندا له لذلك فقد قاتل علي رضي الله عنه أهل صفين ولم يكن قتاله قتالا عقديا إنما كان مفروضا عليه وكان علي رضي الله عنه خليفة راشد ولذلك كان نزيها حتى في قتاله مع أهل صفين كان يداوي جرحاهم لما يحول الليل بينهم وكان إذا وجد القتلة لا يميز بين قتلة الشام وقتلة العراق فيصلي على جميع القتلى وبعد قصة التحكيم خرج الخوارج وهذه من أكثر حقب التاريخ خطورة فقد ظهرت فرقتان : الرافضة الذين يغالون في علي ويجعلونه إلها ثان والخوارج الذين كفروا عليا ولم يرتضوه خليفة فأرسل إليهم العباس فناظرهم في حروراء وهو مكان تجمعهم فرجع منهم ثمانية آلاف وكانوا إثناعشر ألف وبقي أربعة آلاف رجع الثمانية لأنهم عاطفيون وان الدين لا ينصر بالعاطفة والتهور أوصى عليّ ابن عباس قال له : ناقشهم بالسنة فإن القران حمال أوجه ورجع من رجع أما البقية إجتمع قوادهم وهم : عبدالله بن واهب الرافضي وحمزة بن سنان وزرعة بن البرج الطائي وزهير بن حرقوص السلمي وعبد الله شجرة السلمي وأمروا عبد الله بن واهب أميرا وقادوا ثورة مسلحة ضد الدولة والخوارج من أسوأ الفرق في تاريخ الإسلام قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ستمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين تقاتلها أولى الطائفتين بالحق" وأولى الطائفتين بالحق عليٌّ رضي الله عنه ولما وجد عليٌّ رضي الله عنه أنه يقاتل الخوارج بذات الصفات التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا به يطمئن على أنه أقرب للحق وأهل السنة يقولون : أن الحق الإجتهادي مع علي رضي الله عنه والذين خالفوا عليا من الصحابة لكلٍ أجر ولعلي أجران رضي الله عنهم جميعا . قاتل عليٌّ الخوارج في النهروان ؛
زهير بن حرقوص السلمي من الذين إجتمعوا في بيت عبدالله بن واهب الرافضي من الذين شاركوا في قتل عثمان وهاهو الآن يؤلب الناس على قتل علي رضي الله عنه وقال : عليٌّ مثل عثمان والذي قتل علي هو عبدالرحمن بن عمر بن مَلجم الحِمْيَري الكندي الخارجي جاء في وصفه أنه كان أسمرا وأفلجا كثير الشعر كان من أحسن الناس وجها علامة الصلاة في جبينه تكاد تكون جرحا غائرا من كثرة العبادة ولقد عامل علي الخوارج بغير معاملته لأهل الجمل وصفين فكان يداوي أعداءه الجرحى في النهروان وصفين ولا يتتبعهم أما مع أهل النهروان لم يفعل هذا وهذا يدل على أن قتاله في الجمل وصفين كان قتالا إجتهاديا واما قتاله في النهروان كان قتالا عقديا .
إستشهاده رضي الله عنه :
الذين بقوا من النهروان قلة إجتمع ثلاثة منهم خارج الكوفة وهم عبدالرحمن بن ملجم الحميري والبُرَك بن عبدالله التميمي وعمر بن أبي بكر التميمي وتذاكروا أهل النهروان وماكانوا فيه من العبادة وقالوا : خيرٌ منا ولا خير في الحياة بعدهم واتفقوا على قتل أئمة الضلال بزعمهم وهم : علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وعمروبن العاص !!!! واتفقوا على يوم لقتلهم وكان يوم إجتماعهم في ١٧ من شعبان قالوا : بعد شهر كل يذهب إلى البلد التي فيها من يحدد له ويقتل أئمة الضلال في يوم واحد وتعاهدوا وتواثقوا وتحالفوا على ذلك فانبرى عبدالرحمن بن ملجم لقتل علي وانبرى البرك لقتل معاوية في دمشق وسافر عمر بن أبي بكر التميمي إلى مصر لقتل عمروبن العاص .. دخل عبدالرحمن بن ملجم الكوفة وأخفى الأمر حتى على الخوارج الذين هم بالكوفة في سرية تامة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي مرة : "أتعرف أشقى الأولين صاحب الناقة اذانبعث أشقاها إلى ناقة صالح ويسمى بقدار بن سالف أتعرف ياعلي أشقى الآخرين؟ قال : الله ورسوله أعلم قال : من يضربك على قرن رأسك بالسيف ويخضب لحيتك بالدم" وانبرى أشقى الآخرين عبدالرحمن بن ملجم لقتل علي بن أبي طالب والعجيب إن عمران بن حطان شاعر الخوارج قد امتدح عبدالرحمن بن ملجم على قتل علي بشعر يقول فيه : ياضربة ً من تقي ما أراد بها إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا .. إني لأذكره يوما فأحسبه أوفى البرية عندالله ميزانا ..!!!!!! ، وفي مسجد الكوفة إمرأة من الخوارج عابدة وزاهدة ويعتبرها الناس أنها ذات جمال فائق تسمى بِ قَطَام بنت الشَجَنَة وقومها تيم الرباب بمنطقة الرباب كان عليٌّ قد قتل أباها وقتل أخاها في النهروان فجاء عبدالرحمن بن ملجم ليخطبها فقالت : مهري ثلاثة آلاف فأعطاها وعبد فأعطاها قالت : وقتل علي قال لها : والله مااتيت الكوفة ومادخلتها إلا لقتل علي . فتزوجها وبنى بها فقالت لها ذات مرة : قضيت حاجتك قم واقض حاجتي قال : عاهدت أصحابي على قتله في يوم معين . وقطام الخارجية كان لها رجل من أهلها يسمى وردان قالت لوردان : كن ردئا - أي معاونا لعبدالرحمن بن ملجم - وعرض عبدالرحمن بن ملجم على صاحب له يسمى شبيب قتل علي فأبى واستعظم الأمر قال : علي !! كريم النبي وصهره ؟!!! وأنت تعلم سابقته في الإسلام ؟!!! فقال له عبدالرحمن بن ملجم : أتكفر عليا ؟ قال : لا أكفره جاءه من باب آخر قال : ألم يقتل علي فلانا وفلان من أصحابنا يوم النهروان ؟ قال : نعم قال : ماتقول فيهم ؟ قال : من أعبد الناس قال : إذا نقتل عليا قصاصا !! فوافق شبيب بكل هذه البساطة - والقصاص لا يمكن أن يقوم به آحاد الناس وكثير من الشباب الآن يريد أن يفعل أشياء وأن يقتص في وجود دولة مسلمة وهو يريد أن يقتص للإسلام وليس هذا من حقه وهذا يفتح باب من أبواب الفوضى العارمة -
.. كمن عبدالرحمن بن ملجم لعلي وهو خارج في السابع عشر من رمضان كمن له بالسيف أما البرك في الشام خرج في نفس المواعيد لقتل معاوية وكان معاوية جسيما والليلة مقمرة فرأى ظله من الخلف وكان معاوية حذرا لما دنا منه وأخرج الرجل خنجرا مسموما أو سيفه وأوقعه في معاوية وقع معاوية على الأرض فوقع السيف في فخذ معاوية في وَرْكِه فجرحه وجاء الناس وأمسكوا بالبرك وكان السيف مسموما فجاء الطبيب إلى معاوية وقال له : إما أن أكويك بالنار وإما أن أسقيك سقيا تقطع السم ولكنها تقطع نسلك ؟ فقال معاوية : أما النار فلا طاقة لي بها وأما النسل ففي يزيد وفي عبدالله خيرا فشرب وبرئ وجيئ بالبرك لقتله فقال لمعاوية سيقتل خصمك اليوم أطلقني فأبى معاوية رضي الله عنه . وأما عمر بن أبي بكر التميمي فقد ذهب إلى مصر وفي نفس المواعيد وكان عمروبن العاص يخرج إلى الصلاة يصلي بهم وكان في ذلك اليوم مريضا في بطنه فخرج خارجة ليصلي بالناس وخارجة هو رئيس الشرطة فجاءه عمر بن أبي بكر التميمي وقتله بعد ذلك قبضوا عليه وتبين أنه قتل خارجة وليس عمروبن العاص فقال : أردت عمرا وأراد الله خارجة فصارت مثلا .. كمن عبدالرحمن بن ملجم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ولا يمكن لعبدالرحمن ولا لآلاف من عبدالرحمن أن يقتلوا عليا إلا غدرا فلما خرج فجأة وضربه من الجنب كان على اليمين فضربه في نفس الموضع الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتحقق نبوته صلى الله عليه وسلم وليسيل الدم على على لحية علي وليكون عبدالرحمن بن ملجم أشقى الآخرين على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم ولما قبض عليه قال : اشتريت السيف وسألت الله أن يقتل به أشقى الناس !!! قال له علي : صدقت ستقتل أنت به وفعلا قتل عبدالرحمن بن ملجم بسيفه وجاءته أم كلثوم بنت علي وقد قتل زوجها عمر بن الخطاب في صلاة الصبح على يد أبي لؤلؤة المجوسي وقتل أباها علي رضي الله عنه في صلاة الفجر أيضا فسألت عبدالرحمن بن ملجم عن كيف قتل أباها ؟ وهي تعرف أن أباها فارس ضرغام وبطل همام قال : لقد اشتريت السيف بألف درهم وسممته بألف درهم كل يوم أسم السيف لمدة شهر ولقد ضربته ضربة لو ضربت بها أهل الكوفة لصاحوا غير أن عليا لم يتأخخ . ومنذ أن طعن علي مافارقت لاإله إلا الله فمه وقد أوصى عليا رضي الله عنه أبناءه وصية جامعة من أفضل الوصايا قال : أوصي الحسن والحسين بتقوى الله والصلاة والزكاة وكظم الغيظ وصلة الرحم والحلم عن الجاهل والتفقه في الدين والتثبت في الأمر ..الخ ووصاهما بأخيهما محمد بن الحنفية ووصاه بهما بما وصاهما وأمره أن يعظمهما وألا يقطع أمرا دونهما وكتب كل ذلك في كتاب وكان آخر ماخرج من فمه (من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) .
الخميس نوفمبر 14, 2024 5:41 pm من طرف hagr abdo
» مقابر وادي الراحة للبيع بأفضل الأسعار
الخميس نوفمبر 14, 2024 5:23 pm من طرف hagr abdo
» مقابر القاهرة الجديدة للبيع بتسهيلات في السداد من شركة جنة للمقاولات
الخميس نوفمبر 14, 2024 5:09 pm من طرف hagr abdo
» مقابر طريق السويس الكيلو 26 بافضل الاسعار
الخميس نوفمبر 14, 2024 4:45 pm من طرف hagr abdo
» مقابر 6 اكتوبر طريق الواحات باقل الاسعار - شركة القاهرة الجديدة
الخميس نوفمبر 14, 2024 4:36 pm من طرف hagr abdo
» مقابر طريق السخنة للبيع بأفضل الأسعار | القاهرة الجديدة لبناء المقابر
الخميس نوفمبر 14, 2024 4:24 pm من طرف hagr abdo
» مقابر وادي الراحة طريق العين السخنة بخصم يصل إلى 15%
الخميس نوفمبر 14, 2024 4:14 pm من طرف hagr abdo
» افضل موقع مقابر للبيع بالقاهرة الجديدة 20% خصم
الخميس نوفمبر 14, 2024 4:02 pm من طرف hagr abdo
» اغتنم فرصة الحصول على مدافن للبيع بمساحات مختلفة فى كل مكان فى مصر - القاهرة الجديدة
الخميس نوفمبر 14, 2024 3:42 pm من طرف hagr abdo