شرح العلامة العثيمين لحديث "كل بدعة ضلالة"

شرح العلامة العثيمين لحديث "كل بدعة ضلالة" :
قال رحمه الله : وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم معلنا في خطبته "كل بدعة ضلالة" وأظن جميعنا متفقون على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفصح الخلق ومتفقون على أن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بما يقول ومتفقون على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصح الخلق للخلق فقد اجتمع في كلامه صلاوات الله وسلامه عليه كمال العلم وكمال النصح وكمال البيان والبلاغة أفبعد هذا يمكن أن يأتي رجل فيقول : إن البدعة تنقسم إلى كذا وكذا ؟!! ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "كل بدعة ضلالة" ؟! والله لو قال هذه الكلمة رجل يعظمونه لكانوا يحملونها ككلمة محمولة بالنور - يقول فلان كل بدعة ضلالة - فكيف وقد قالها أشرف الخلق أعلم الخلق أنصح الخلق أفصح الخلق ؟؟! هم أنفسهم يريدون بهذه البدعة التي ابتدعوها يريدون بها أن يحشروا تحت لوائه صلى الله عليه وسلم إذا كانوا صادقين في ذلك فليلتزموا الأدب معه لا يتقدموا بين يديه بشرع مالم يشرعه ، إن أي بدعة يحدثها الإنسان يتقرب بها إلى الله معناها الطعن في بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس النبي صلى الله عليه وسلم قد ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ؟! أليس الله قد أنزل عليه (اليوم أكملت لكم دينكم) ؟ هل ترك هذه الشريعة أو هذه الشرعة التي ابتدعتها ولم يبينها جهلا منه بها أو كتمانا منه لما علمه الله ؟! إن قلت بالأول فقد رميت النبي صلى الله عليه وسلم بالجهل وإن قلت بالثاني فقد رميته بالخيانة وكل ذلك لا أعتقد أنك تقول به ولا تسلمه إطلاقا . إذا يا أخي يكفيك عن هذا ماتبينت شريعته من عقيدة ، من قول ، من فعل وأسلم بذلك وسلم نفسك وأرحها فالشرع كامل لايحتاج إلى تكميل .