* سئل العلامة الفوزان : هل من فعل ناقض من نواقض الإسلام يُكَفَّر بعينه ؟
فأجاب : إذا زال عذره وانتفت الموانع يحكم عليه أنه كافر بعينه بفعله واعتقاده ونطقه
ويستفاد من كلام العلامة الفوزان ان الشخص لا يكفر بعينه إلا بعد إقامة شروط وموانع التكفير المتفق عليها بين السلف الصالح
* التكفير : هو الحكم على شخص بأنه كافر ، والتكفير حق لله فلا نكفر إلا من كفره الله ورسوله
قال ابن تيمية رحمه الله : فلهذا كان أهل العلم و السنة لا يكفرون من خالفهم وإن كان ذلك المخالف يكفرهم لأن الكفر حكم شرعي فليس للإنسان أن يعاقب بمثله كمن كذب عليك وزنى بأهلك ليس لك أن تكذب عليه وتزني بأهله .. ومذهب أهل السنة وسط بين من يقول لانكفر أحدا من المسلمين ولو إرتكب ما إرتكب من نواقض الإسلام وهذا هو مذهب المرجئة الضالين وبين من يكفر المسلمين بكل ذنب دون النظر إلى هذا الذنب ودون النظر إلى توفر شروط التكفير وانتفاء موانعه وهذا هو مذهب الخوارج فأهل السنة يكفرون من توفرت فيه شروط التكفير وانتفت موانعه وقامت عليه الحجة ثم عاند وكابر .. والإنسان إما أن يكون كافرا أصليا كاليهود والنصارى والوثنيين وتكفير هؤلاء واجب بل أن من لم يكفرهم أو شك في كفرهم فهو كافر واما ان يكون مسلما فهذا لا يجوز تكفيره إلا إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94) [النساء] وقال صلى الله عليه وسلم في السلسلة الصحيحة : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله ] . ( أخرجه البخاري ومسلم من طريق شعبة )
* التكفير ثلاثة أنواع :
١/ التكفير بالعموم : ومعناه تكفير الناس كلهم عالمهم وجاهلهم من قامت عليه الحجة ومن لم تقم عليه وهذه طريقة الخوارج ومن سار على نهجهم من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
٢/ تكفير أوصاف : وهذا كقول أهل العلم : من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم كفر ومن كذب بالبعث كفر يقصدون أن هذا الفعل يخرج عن الإسلام أما صاحبه فلا يكفرونه حتى تتوفر الشروط وتنتفي الموانع فليس من لازم كون الفعل كفرا أن يكون فاعله كافر
٣/ تكفير المعين : وفيه شرطين :
أ- أن يقوم الدليل المجمع عليه بين علماء المسلمين
ب- إنطباق الحكم على من فعل ذلك بحيث يكون من وقع في الكفر : عاقلا عالما قاصدا له مختارا
* موانع التكفير :
- الجهل
- الخطأ
- النسيان
- التأويل المبني على شبهة
- الإكراه
الشرط الأول : العلم وضده الجهل
الشرط الثاني : القصد وضده الخطأ
الشرط الثالث : الإختيار وضده الإكراه
الشرط الرابع :عدم جود التأويل وضده وجود التأويل
* الأدلة على شروط وموانع التكفير :
■ الدليل الأول : أخبرنا كثير بن عبيد قال حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أسرف عبد على نفسه حتى حضرته الوفاة قال لأهله إذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم اذروني في الريح في البحر فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذابا لا يعذبه أحدا من خلقه قال ففعل أهله ذلك قال الله عز وجل لكل شيء أخذ منه شيئا أد ما أخذت فإذا هو قائم قال الله عز وجل ما حملك على ما صنعت قال خشيتك فغفر الله له [سنن النسائي] قال الشيخ الألباني : صحيح (وهذا الحديث حج به ابن تيمية في المجلد الثالث من مجموع الفتاوى وقال : هذا الرجل شك في قدرة الله وهذا كفرٌ بإتفاق المسلمين ولكن لما كان هذا الرجل جاهلا عذره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم)
■ الدليل الثاني : عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح " .[ رواه مسلم و صححه الألباني في مشكاة المصابيح] فهذا كفر أكبر لكن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل له عذر ثاني غير الجهل وهو الخطأ فقال : "أخطأ من شدة الفرح" لم يتعمد وهذا دليل على أنه لم يكن كافرا فلو كان كافرا من قبل لما عذره النبي صلى الله عليه وسلم
■ الدليل الثالث : مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) [النحل] وكان هذا لعمار بن ياسر رضي الله عنه وقد قال كلمة كفرية ولكنه كان مكرها فهذا عذر ومانع من موانع التكفير . وكذلك قصة عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري وذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى مجلد ٣
الخميس نوفمبر 14, 2024 5:41 pm من طرف hagr abdo
» مقابر وادي الراحة للبيع بأفضل الأسعار
الخميس نوفمبر 14, 2024 5:23 pm من طرف hagr abdo
» مقابر القاهرة الجديدة للبيع بتسهيلات في السداد من شركة جنة للمقاولات
الخميس نوفمبر 14, 2024 5:09 pm من طرف hagr abdo
» مقابر طريق السويس الكيلو 26 بافضل الاسعار
الخميس نوفمبر 14, 2024 4:45 pm من طرف hagr abdo
» مقابر 6 اكتوبر طريق الواحات باقل الاسعار - شركة القاهرة الجديدة
الخميس نوفمبر 14, 2024 4:36 pm من طرف hagr abdo
» مقابر طريق السخنة للبيع بأفضل الأسعار | القاهرة الجديدة لبناء المقابر
الخميس نوفمبر 14, 2024 4:24 pm من طرف hagr abdo
» مقابر وادي الراحة طريق العين السخنة بخصم يصل إلى 15%
الخميس نوفمبر 14, 2024 4:14 pm من طرف hagr abdo
» افضل موقع مقابر للبيع بالقاهرة الجديدة 20% خصم
الخميس نوفمبر 14, 2024 4:02 pm من طرف hagr abdo
» اغتنم فرصة الحصول على مدافن للبيع بمساحات مختلفة فى كل مكان فى مصر - القاهرة الجديدة
الخميس نوفمبر 14, 2024 3:42 pm من طرف hagr abdo