٥/ يقولون يلزمكم تبديع ابن حجر والنووي إعتذار الحزبيين لشيوخهم بنسبة الخطأ لأئمة السلف

شبهات الحزبيين 5 :
يقولون يلزمكم تبديع ابن حجر والنووي :
الرد من كتاب الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة من إجابات معالي الدكتور صالح الفوزان جمعة جمال بن فريحان الحارث وزاد عليه حواشي وعرضها على الشيخ الفوزان فأقره الشيخ الفوزان وأمره بنشرها صفحة 235 : ذكر كلام الشيخ الألباني رحمه الله تعالى قال : ومثل النووي وابن حجر العسقلاني وأمثاله من الظلم أن يقال عنهم من أهل البدع أنا أعرف أنهما من الأشاعرة لكنهم ماقصدوا مخالفة الكتاب والسنة وإنما وهموا وظنوا انما ورثوه من العقيدة الأشعرية ظنوا شيئين إثنين : أولا : أن الإمام الأشعري يقول ذلك وهو لايقول ذلك إلا قديما وثانيا : توهموه صوابا وليس بصواب (إنتهى من شريط من هو الكافر ومن هو المبتدع)
* لماذا يعتذر عن النووي وابن حجر وماصدر منهما من تأويل ولا يعتذر عن سيد قطب والبنا والمودودي وأمثالهم من وجهين : الأول : أن هنالك فارقا كبيرا بين الصنفين فإن لدى النووي وابن حجر من الرصيد العلمي ونفع المسلمين مايغطي ماحصل منهما من خطأوقد بينه أهل العلم وحذروا منه فالخطرُ قد زال بهذا التنبيه (2 ابن حجر رحمه الله والنووي ماتا ولم يوجد من يقيم عليهما الحجة
● لماذا يُبدع سيد قطب وغيره من أهل البدع ولا يبدع الإمام النووي :
قال العلماء النووي له أشعريات ولكنه ليس مبتدع مثل بقية الأشاعرة لماذا ؟
ج : لإعتذاران :
أولا : لعدم إقامة الحجة عليه
ثانيا : لأنه لم يثبت أنه كان صاحب هوى أصلا ؛ والدليل على ذلك أنه في جوانب كثيرة وفي كتب أو مواضع أخرى من نفس الكتاب كان يرد على الأشاعرة وعلى المتصوفة وعلى المعتزلة وغيرهم ، يبقى أخطاءه التي وافق فيها الأشاعرة هذه في بحور علمه الغزير الذي نشره للأمة فلا يمكن أن يقارن بأهل البدع
حكم من يأخذ بأخطاء العلماء ويجعلها دينا :
● من أساليب أهل البدع إنك إذا انتقدته في باطله ذهب يبحث في الكتب عن زلات العلماء ممن وقع في مثل باطله ليلزم بها أهل الحق إما بالسكوت عنه وإما بتضليل ذلك العالم الذي لم تبلغه الحجة ، والفرح بزلات العلماء واستعمالها كسلاح لمحاربة أهل الحق من علامات المبتدعة قال العلامة الشوكاني رحمه الله في كتابه [أدب الطلب ومنتهى الأرَب ص ١٠٣] : وقد جَرَتْ قاعدة أهل البدع في سابق الدهر ولاحقه بأنهم يفرحون بصدور الكلمة الواحدة عن عالم من العلماء ويبالغون في إشهارها وإزاعتها فيما بينهم ! ويجعلونها حجة لبدعتهم ! ويضربون بها وجه من أنكر عليهم .
وقال العلامة ربيع المدخلي حفظه الله في مقال له بعنوان [جناية أبي الحسن على الأصول السلفية] وهو يعدد أباطيل المأربي :
أبو الحسن يسير على طريقة مذمومة وهي أنه يعتقد ثم يستدل ، فهو يقع في الباطل ثم يذهب يبحث عن المخارج من أخطاء وشبهات البشر ، فحاله كحال متتبعي الرخص ، وتتبع الرخص مذموم .
● قال الأوزاعي : من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام [سير أعلام النبلاء للذهبي ج٧ ص ١٢٥] (أي أخذ بشواذهم وغرائبهم وأخطاءهم وجعلها دينا).
من يجمع أخطاء العلماء ويجعلها له دين هذا من أفسد المناهج .. لأنه مامن عالم أو إمام إلا وله زلة "وكل بني آدم خطاء وخير الخطاؤون التوابون"
● الفرق بين زلة العالم وانحرافه : أولا ينبغي أن يُعلم أنّ التفريق بين زلّة العالم وانحرافه من مهمّات العلماء المجتهدين ، فهم الذين يقولون : هذه زلّة من العالم الفلاني ، وهذا انحراف من العالم الفلاني .. لأنّهم أعلم بأحوال العلماء واتجاهاتهم ، وما وافق الحقّ وما خالفه ..
قال ابن القيّم رحمه الله في مدارج السالكين : " والكلمة الواحدة يقولها اثنان يريد بها أحدهما أعظم الباطل ويريد بها الٱخر محض الحقّ ، والإعتبار : بطريقة القائل ، وسيرته ، ومذهبه ، وما يدعو إليه ، ويناظر عليه " .
من ضوابط زلاّت العلماء :
1 _ لا يسلم منها عالم إلاّ من عصمه الله .
2 _ لا تحطّ من قدر العالم ومكانته .
3 _ لا يصحّ اعتمادها ، ولا الأخذ بها تقليدا له ..
4 _ يحذّر الناس من الأخذ بها ..
5 _ الإعتذار لصاحبها والنصح له سرّا بالتي هي أحسن .
* أمّا انحراف العالم فله علامات وضوابط :
1 _ تعمّد المخالفة لكتاب الله وسنّة الرسول صلى الله عليه وسلم .
2 _ الإصرار عليها بعد نصحه وتذكيره .
3 _ يوالي ويعادي من أجلها ..
4 _ يدعو الناس إليها ..
فمن وُجد فيه شيء من هذا ، كان من أهل البدع ، ويحذّر منه ، ولا يكون مرجعا يعتمد عليه في الفتوى والعلم ..
قال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى : " ومثل أئمّة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنّة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة ، فإنّ بيان حالهم وتحذير الأمّة منهم واجب باتّفاق المسلمين " .

من أسباب الطعن في العلماء إعتذار أهل البدع لشيوخهم ولعلمائهم الذين وقعوا في باطل ومنكر عظيم الإعتذار لهم بنسبة الخطأ لأئمة السلفية (وهذه قاعدة باطلها يستخدمها الحزبيون وأهل البدع من القبوية وغيرهم) فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى المجلد السادس صفحة ٦١ ردا على هذه الشبهة : إذا رأيت المقالة المخطئة قد صدرت من إمام قديم فاغتفرت لعدم بلوغ الحجة له فلا يغتفر لمن بلغته الحجة ما اغتفر للأول فلهذا يبدع من بلغته أحاديث عذاب القبر ونحوها إذا أنكر ذلك ولا تبدع عائشة ونحوها ممن لم يعرف بأن الموتى يسمعون في قبورهم فهذا أصل عظيم فتدبره فإنه نافع وله رحمه الله رسالة نافعه بعنوان : [رفع الملام عن الأئمة الأعلام] ولم يقل عن الطلبة أو الجهال أو القصاص فتأمل ! . (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) (أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون)